salamonia

في ليلة من ليالي رمضان (تقريباً في العشرة الآواخر) قرر ت أنا و أمي اننا نسافر بعد الفطار- من قويسنا لإسكندرية. و هي رحلة بتاخد ساعتين بس (21 سنة خبرة سفر في قطارات السكة الحديد). بس المرة دي كانت مختلفة!! أولاً: في حوالي 42 قطر اتلغوا بعد حادثة قليوب إياها!! ثانياً: القطر اللي كنا ناويين نركبه كان طول عمره عربيتين مكيف و الباقي مميز ليه ماعرفش:- دلوقتي بقى كله مميز برضه ليه ماعرفش:- المهم سمعت كلام أمي من إننا موش أحسن من الناس دي و مافيهاش حاجة لما نركب الممييز و الدنيا موش هتبقى زحمة لأننا بعد الفطار. حاولت أفهم أمي إني موش عايشة الدور و بعدين سكت و قلت لنفسي دلوقت تشوف و فعلاً شفنا. لأ علشان ماكونش باكذب احنا ماشوفناش حاجة! القطر كان ضلمة كحل :-(

الأول افتكرنا إنه حاجة عارضة و أنه هاينور بمجرد ما يمشي، لأن على حد علمي القطر ماينفعش يمشي من غير مهندس الكهرباء و قبل كده كان في قطارات بتتحجز في محطة رمسيس علشان الحكاية دي.
المهم القطر مشي مسافة من غير نور و بعدين الكمسري بكل ...... مر علشان التذاكر، و طبعاً أمي سألته: يا ريس فين النور.
الكمسري (و على و جهة ابتسامة مستفزة): قطعوه، أصلنا مادفعناش النور.
أمي: يا ريس أنا موش بهزر و بعدين كده ماينفعش.
طبعاً الإبتسامة السمجة اختفت من على وشه و كمل لفه على التذاكر. أنا قلت أكيد الناس موش هترحمه و كل واحد هايزن عليه شوية. الغريب و المستفز ان مافيش بني آدم واحد فتح بقه بنص كلمة. فلت لنفسي أكيد مبسوطين من الضلمة!!!
الغريب أكتر إن بعد كده القطر لما وقف في طنطا النور نور. حمدنا ربنا و بعدين نادوا على مهندس الكهرباء من ميكرفون المحطة!!! و بعد وقوف طويل في طنطا القطر اتحرك بس للأسف النور قطع تاني بس المرة دي الناس ابتدت تعلق: "أصل السواق أكيد حرامي و سرق حاجة من المقطورة علشان كده موش عايز حد يدخل يصلح حاجة علشان مايتكشفش!!"، "هما اللي بيعملوا كدة [يفسدوا حال القطارات و السكة الحديد] علشان لما يجوا يخصخصوها محدش يعرف يتكلم!!"
المهم القطر مشى ببطء شديد و كان بيقف في حتت غريبة، و المصيبة إن الناس صابرة و ساكتة!!!
برضة الكمسري عدى تاني علشان التذاكر و أنا مقدرتش و قلت إيه البجاحة دي. الست اللي جنبي قالتلي على رأيك (ده اللي قدرتي عليه). قلت لأمي أنا اللي هاتكلم المرة دي (موش المفروض أن ده نهي عن المنكر و من رأى منكم منكراًً... و السكت عن الحق..... و بعدين أنا الرة دي هعلي صوتي أكيد الناس موش عاجبها الوضع بس خايفة تبتدي).
أنا: يا ريس ماينفعش كده، ماينفعش القطر يمشي و الدنيا ضلمة.
الكمسري: أحمدي ربنا انتي موش عارفة إيه اللي هايحصل لو ولعنا النور.
أنا: إيه اللي هايحصل؟
الكمسري: هتحصل قفلة و القطر هايتحرق.
أنا: يا سلام و لما أنت عارف كده طلعت بالقطر ليه أصلاً من القاهرة؟
الكمسري: هو إيه اللي ليه هو إنتي موش من البلدي و لا إيه؟
أنا: لأ من البلدي (مضيفة في سري: و علشان كده موش هاسكت).
و هنا أحب أوضح حاجتين: أولاً: أن رئيس القطار موش غبي علشان يطلع بقطر في احتمال أنه يتحرق و بعدين هو يروح فيها، ثانياً أنه على الرغم من اني كنت بازعق إلا أنه مفيش بني آدم واحد ادخل في الكلام!!!!!!
أنا: هو أنت موش رئيس القطر و مسئول و ربنا هايحاسبك على كده؟ (الراجل و لا معبرني) هتقول إيه لربنا يوم القيامة؟ (و لا كأنه هنا) ..... طب حسبي الله و نعم الوكيل فيك...... حسبي الله و نعم الوكيل فيك.... حسبي الله و نعم الوكيل فيك.......!!!
طبعاً الأموات اللي كانوا راكبين القطر معانا كانوا بيقولوا في سرهم: إيه المجنونة بنت المجنونة دي؟
و أخيراً أضفت بصوت عالي: يعني هو موش بيرد عليا ليه؟ يبقى أكيد كل ده أوامر جياله من فوق و بينفذها.
و طبعاً علشان المسرحية تكمل حصلت حاجة حلوة أوي:
شاب في الكلية (معاه كتبة و شنطة هدومه) فرقع صاروخ في الضلمة:-) المهم في أم و أطفالها كانت قاعدة على الكرسي المواجه، و موش عارفة ليه فهمت أنه كان بيعاكسها.
الست: ياللهوي أنت بتخضني و لا إيه؟ أنت فاكرني بنت قدك؟ داأنا ست كبيرة و معايا عيال.
الولد: أنا آسف يا ست والله ما قصدي أخضك و لا حاجة أنا بس كنت باهزر.
هنا بقة الناس كلها فتحت بقها و اتكلمت و قالت رأيها. لأ و كمان اتضح إن في بوليس في العربية و عملوا للولد محضر على الرغم إن الست إياها راحت لأمين الشرطة و اتحايلت عليه!!
و الناس قعدت تتكلم عن الشباب الطايش و الجيل الفاسد اللي موش متربي!!!
طبعاً أنا اتسحبت من لساني و قلت: يعني هية جت على الصغير اللي هاتعملوا عليه رجالة أمال محدش عمل راجل ليه و اتكلم على الضلمة اللي إحنا قاعدين فيها. أصلاً لو ماكنتش الدنيا ضلمة ماكنش قدر يعمل كده.
و طبعاً الناس اللي حوالية سكتت و بصتلي بصة ليس على المجنون حرج.
بعد أربع ساعات من العذاب (ضعف المدة) وصل القطر. و آخر حاجة قلتها (و برضة بصوت عالي) يستاهلوا الضلمة دي مادام ماعترضوش عليها و عموماً القطر ده ماقيهوش رجالة و إلا كان حد فيهم اتكلم و طبعاً كأني كنت باكلم نفسي. وولا بني آدم واحد رد!!!!!.